عندما يصيبنا كدَر أو همّ، ألاحظ أنّ كلّ تصرفاتنا التالية له هي عبارة عن استزادة لهذا الهمّ؛ كأنّنا نحبّ أن نهتمّ. كما يمكنك ملاحظة سرعة اهتمام الناس أيضًا، وكأنّنا دائمًا مستعدّون له، متحفّزون لمجيئه.
الهمّ ضيف حساس جدًا. بمجرّد أن تترك الباب مفتوحًا، أو حتّى النافذة، أو إذا تشاغلت عنه قليلًا بأي شيء آخر، يشعر أنّك لا ترغب في وجوده معك، فيتركك احترامًا لهذه الرغبة.
ولكنّنا، على الرغم من استثقالنا لوجوده معنا، إلّا أننا نحبّ أن نحافظ عليه. وكأننا نخجل أن نسيء إليه. ندعوه بكل السبل إلى البقاء معنا. عندما يدخل، نغلق كل الأبواب والشبابيك ولا نسمح حتّى للهواء بالمرور، ونعطيه اهتمامنا الكامل؛ خوفًا أن يهرب منّا!