غَرِّد

قدّمَ أحمد أمين سيرته في “حياتي” بفكرة أننا نتاجُ الظروف التي مررنا بها. وأنّه لو كان أحد غيرنا مكاننا وفي نفس ظروفنا لكان كما كُنّا.

نكتسبُ تفرَّدَنا منَ اختلاف ظروفنا. لم يمُرّ أحد بما مررنا به تمامًا.

لذلك لا يمكننا فَهم شخص ما دون قضاء وقت طويل في سماع قصّته. بماذا مرّ؟ ماذا تخطّى؟ علامَ تغلّب؟ متى هُزم؟ متى انتصر؟ متّى تقدّم؟ كيف تأخّر؟

ولن نتمكّن من فهمهم تمامًا، ولكننا نقترب من الفَهم كلّما سمعنا أكثر.

وعلى الجانب الآخر، يختار كلٌّ منّا قصّته التي يحكيها لنفسه من هذه الظروف. هل هي قصّة حزينة مأساوية يقع فيها ضحيّة الظروف وقسوة العالَم؟ أم قصّة مُبهجة يلعبُ فيها دور البطل؟

لا يشترط أن ينتصر البطل في كلّ المعارك. حتّى في أفلام السينما ينهزم البطل.

البطلُ مَن يسعى.

البطل مَن لا يستسلم لقصّةٍ لم يخترها.

لا يشترط أن يكون البطلُ أسدًا مُحاربًا. ربّما يكونُ البطل هدهدًا مُغرّدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *