فهي فرحة غير مدروسة العواقب.
لا يعرف الطفلُ بعد إذا كان إنجازه يستحقّ الاحتفال؛ لم يكد البناء الجديد يقف منتصبًا دقيقة واحدة وقد بدأ الطفلُ التصفيق والتهليل لنفسه.
كما أنه في حركة تصفيقه تلك كثيرًا ما تضرب يدَه بناءه الذي بناه فتهدمه. فيكون الاحتفال المتعجّل هو سبب هدم البنيان.
لم يدرك الطفل أنّ عليه قبل الاحتفال الاطمئنان لشيئين: أولًا، انتظار نتيجة اختيار الثبات والرسوخ مقابل الزمن. وثانيًا، الابتعاد عن بنائه مسافةً آمنة.
ولم ندرك نحن —وقد كبرنا وأصبحنا نضحك على أفعال الأطفال— أنّنا ما زلنا أطفالًا نحتفل قبل الأوان بإنجاز لم يثبُت، ولم نبتعد عنه مسافةً كافية. وكَم هدّمنا من بناء بنيناه!