في ملعب الحياة

إذا مرّر لك زميلك الكرة بشكل غير دقيق، لن تتوقّف وتلومه، ستعدّل مسارك مباشرةً لتلتقطها وتكمل اللعب.

وحين نمرّر الكرةَ لزملائنا، كثيرًا ما نخطئ في الاتجاه أو القوّة المطلوبَين، فيعدّل زميلنا مسارَه ليلتقطها ونكمل اللعب.

الفريق الذي يتوقف فيه اللاعب في كل مرة لا تأتيه الكرة تحت قدمه مباشرةً ويلوم زملاءه ويصرخ ويشكو لن يفوز في أي مباراة. بل ولن يلعب أصلًا. ستكون المباراة كلها شكاوى وقد تتحوّل إلى معركة بدلًا من لُعبة ورياضة.

مع أننا لا نتصوّر عاقلًا يتصرف بهذه الطريقة في الملعب، إلا أن هذا سلوكنا في كثير من التمريرات في ملعب الحياة. نصرخ في وجه الآخرين، ونشكو من عدم التزامهم، أو غياب الدقّة، والأداء على مستوى أقلّ من المطلوب.

نشكو ونوقف سير العمل إلى أن يتمّ لنا ما نريد، أو لا يتمّ ونكون قد تعطلنا دون جدوى.

قلّما تكون التمريرات دقيقة. سواء تمريرات تأتينا أو نحن نمرّرها. فلنركّز إذن على اللعب. ولنعدّل مسارنا لنلتقط الكرة، ونفعل ما في وسعنا لنحرز الأهداف.