قال العاشق

تبسّمها علامةُ مَيل قلبها إليّ.

وقال: قُبلةٌ واحدة تكفيني أبني بها حلمًا جميلًا.

وقال كما في قصيدة ابن الفارض: إن لم يكن وَصلٌ لديك فعِد به، وماطل إن وعدتَ ولا تَفي.

يتحسّسُ العاشقُ علاماتِ الحبّ ويفسّرها على هواه ولو كان واهمًا.

وكذلك نفعلُ نحن حين نؤمن بشيءٍ ما أو تغلبنا عليه رغبتُنا. نبحث عن كلّ علامةٍ تدلّ عليه ونتمسّك بها. ونهمل كلّ علامة تدلّ على ضدّه وكأنّها لم تكن.

فواجبٌ علينا حين نحاول جَمع الأدلّة وتتبّع العلامات أن نعيَ حيوداتِنا، وأن نحيّدها قدرَ المُستطاع، وأن نُكره أنفسنا على ضدّ ما تريد إذا عرفنا فيه السّوء.