إدراكك أنّ لكلّ واحد قصّة كاملة بتفريعاتها كما لديك قصّة كاملة يُعينك على التمهّل في ردود أفعالك.
خلف التصرّف الذي تراه، خبرات طويلة، ومعاناة، ولحظات من الفرح والألم، وحياة بأكملها قادت إلى هذه اللحظة. وتراها أنت منفصلةً عن كلّ ذلك، ثمّ تنظر إليها من عدسة حياتك أنت وخبراتك أنت ولحظات فرحك وآلامك أنت .. فتراها وقد تحوّلت في عينيك إلى غير ما هي عليه في حقيقتها.
لستَ مُضطرًا لرؤية كل ذلك حتّى تقدّر وجوده. فهو موجود ولو لم تعلم تفاصيله. تقديرك لوجود حياة كاملة غائبة عن عينيك كافٍ لتتأنّى في إصدار الأحكام، وتتعاطف مع الاحتمالات الخفيّة، وتقترب من صاحب الحكاية وتنظر إليه بعَين الرّحمة لا بعين القسوة.