كأنّهم أحلام

يقول أبو تمّام: ثمّ انطوَتْ تلك السنون وأهلُها فكأنّها وكأنّهم أحلامُ.

في اللحظة نفسِها نكاد نوقنُ أنّها لن تمرّ. وأنّ هؤلاء النّاس سيظلّون في حياتنا إلى ما لا نهاية. لكنّ الحقيقة الأكيدة التي نعرفها يقينًا ولكنّنا نهملها عامدين متحلّين بالأمل الكاذب أنْ ستنقضي هذه السنون وأهلها ولا يبقى إلا الذكريات.

وبعد حين، ننسى وينسون. فكأنّنا لم نكُن. وكأنّنا لم نلتق. ونعودُ غرباء. إذا التقينا صُدفةً نقول: كيف الحال؟ فيردّون: الحمدلله. ويمضي كلّ منّا إلى غايته دون أن يلقي بالًا لهذا اللقاء.

لذلك من الحكمة التحلّي بتلك المقولة المنسوبة للإمام عليّ: أحبب حبيبك هَونًا ما، عسى أن يكون عدوّك يومًا ما. وابغض بغيضك هَونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما.

فهَونًا على أنفسنا..