جرّب أن تأخذ عدسة مكبّرة في منتصف النّهار وضعها أمام ورقة شجر، واتركها هكذا دقائق قليلة، ستحترق. أشعّةُ الشّمس تضيء على أوراق الشجر طوال النّهار ولا تحرقها. ما الّذي حدث؟
سواء أجريت هذه التجربة صغيرًا في مدرستك (مثلي) أو لم تفعل، على الأرجح ستكون قد خمّنت السبب. وهو في كلمة واحدة: التركيز.
أشعّة الشمس حين تركّزت من خلال العدسة واتجهت نحو هدف محدد، تضاعف تأثيرها، وكان احتراق الورقة ثمرة ذلك التأثير.
كذلك مجهودنا، نحن الذين نحاول جهدَ طاقتِنا أن نتعلّم. نحن الذين نحاول أن ندرُس ونقرأ ونكتب ونتقدّم. هذه الطّاقة، للأسف، مهدرة لو لم تتركّز نحو هدف محدّد. نسقي بذرةً هنا تارة وبذرةً هناك تارة، ولا نسقي أيًا منها ونتعهّدها بالرعاية بما يكفي لتنمو وتثمر.
تركيز الطاقة نحو هدف محدّد واضح هو الضمان الوحيد لانتفاعنا بها.