“إذا أردت أن تبنيَ إنسانًا آليًا ليَقتُل، ابدأ ببناء واحدٍ يستطيع تحريك يده فقط.” هكذا قال لنا أستاذ تصميم الهياكل بقسم هندسة الطيران ونحن في السنة الأولى.
لا أحد يقفز قبل أن يحبو، ثمّ يقف، ثمّ يمشي … وبعد كل هذا، من الممكن أن يقفز. ولكن علينا أن نحبو أولًا.
كنتُ أقرأ في كتاب “تراث مصري” لـ أيمن عثمان كيف تطوّرت السينما في مصر. ضحكتُ كثيرًا من حال السينما قبل ١٠٠ عام. وذُهلت من تطوّرها الرهيب.
لم أكُن لأتخيّل أن قصة الفيلم كانت تقدّم للمشاهد في دار العرض من خلال لافتات مكتوبة بخط اليد يحملها عامل. ولا أنهم حين عرضوا الأفلام لمن لا يعرف القراءة استأجروا “مفهّماتي” كي يشرح للناس ما يحصل. لم يكن هناك صوت مع الفيلم حتى يشرح لك صوت في الخلفية Narrator كما يحدث الآن.
كانت الترجمة تُعرَض على شاشة صغيرة بجوار شاشة العرض؛ لأنه لم يكن من الممكن أن تعرض على شريط الفيلم نفسه!
ثمّ تطوّرت إلى ما نراه الآن. شيء لا يصدّق.
كثيرًا ما يقف الطموح الكبير عقبةً في طريق النموّ إذا لم نفطِن أنه علينا أن نسير إليه حبوًا لفترة، ثمّ مشيًا، ثم هرولةً، ثمّ ركضًا، ثمّ نقفز ثمّ نطير!