قيل: قل لي ماذا تقرأ، أقل لك مَن أنت.
وقيل: قل لي فيم تفكّر، أقل لك مَن أنت.
وأقول: لا تقل لي شيئًا. فقط أرني أنظر إليك، أقل لك مَن أنت.
دعني أتعرّف عليك من أفعالك. هكذا فقط نعرف مَن أنت. لا من كلامك ولا من قراءاتك.
ولكننا —مع اعترافنا بأنّ هذه هو سبيل التعرّف على الناس— نأبى أن يكون هذا هو سبيلنا لنتعرّف على أنفسنا.
إنّما نتعرّف على أنفسنا من كلامنا، وأمنياتنا، وحسن الظنّ بنا، والتماس الأعذار لنا.
ونتعرّف على النّاس من أفعالهم، وواقعهم لا أحلامهم، وتحميلهم المسؤولية وإساءة الظنّ بهم والتماس الأخطاء وتتبّع العورات.
أما آن الأوان أن نبدّل؟
نُحسن الظنّ في النّاس ونتحمّل نحن المسؤولية.
نلتمس لهم الأعذار ونحمّل أنفسنا المسؤولية.
نصارح أنفسنا أنّ أعمالَنا هي التي تدلّ علينا، لا أحلامنا.
إن لم يكن اليوم، فمتى؟