لا أدري

من المغري أن يكون لنا رأي في كلّ شيء. وأن نعتمد على عقولنا في كلّ شيء. ما لا نراه صحيحًا ليس صحيحًا. وما نراه صحيحًا هو فقط الصحيح. أي واحد يقول غير ما نعتقد مخطئ. لا أحد يعرف أكثر مني.

ولكننا —بهذا— نحمّل أنفسنا ما لا نطيق. هل لنا رأي في صناعة مصباح السقف؟ هل لنا رأي في ما يوجد داخل مرتبة السرير؟ هل لنا رأي في استخراج الشاي من النبات؟ أم أننا نثق في من يصنّعون هذه الأشياء ولا نعيرها انتباهنا أبدًا؟

لنعكس الأمر إذن. في مجال عملنا نحن وللمجال الذي نعتبر أنفسنا خبراء فيه، هل أي واحد يستطيع الإفتاء في مسائله؟ بالطبع لا! كيف وقد أفنينا أعمارنا نبحث وندقق ونتعلم؟

صدق من قال: من قال لا أدري فقد أفتى.