لا حول ولا قوّة إلّا بالله

لاحظتُ اليوم أنّ كلّ شيء أراه في البيت الذي أسكنُ فيه قد سبقه العديد من عمليّات “التمهيد” حتّى أتمكّن من رؤيته أمامي. الحائط الملوّن، والأرض الناعمة، والفراش الوثير، والتلفاز، والتليفون، والإنترنت، والجبن الذي بالثلّاجة … كلّ هذه الأشياء وراءها ملايين العمليّات التي سبقت ظهورها أمامي. وقليلًا ما أنتبه إلى هذه التمهيدات.

لنأخذ الجبن فقط كمثال (ذكر أحمد الشقيري هذا المثال في برنامجه: خواطر). بدأ الأمر ببقرة تمّت رعايتها لتدرّ حليبًا نافعًا. يتمّ إجراء عمليّات كثيرة معقّدة على هذا الحليب ويتمّ تحويله إلى جبن. ثمّ يحفظ الجبن بطريقة معيّنة لفترة زمنيّة معيّنة، ثمّ يتم شحنه إلى تاجر، ثمّ إلى السّوق، ثمّ أشتريه أنا لأضعه في ثلّاجتي!

ربّما تُجرى بعض هذه العمليّات في بلاد أخرى بعيدة، وربّما يمرّ هذا الجبن على أكثر من ١٠٠ عامل قبل وصوله إليّ، وربّما يقطع آلاف الكيلومترات. كلّ هذا سخّره الله لي، لأشتريه جاهزًا، ولا حول لي ولا قوّة!

ربّما نستشعر بهذا المثال صدق قوله صلّى الله عليه وسلّم: {من أكل طعاماً فقال: الحمدلله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه.}

وكذلك في الملبس، والمركب، والمسكن، والمشرب… إلخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *