الظروف لا ينبغي أن تسبق الرضا. الرضا ينبغي أن يكون موجودًا في كلّ حال.
والرضا المقصود ليس كلامًا جافًا من المعاني، وليس حالة عابرة، بل هو أسلوب حياة من الامتنان والشكر والإخلاص.
ليس راضيًا من لم يُخلص في عمله. وليس راضيًا من لم يشكر الله على نعمته. وليس راضيًا من لم ينعكس رضاه على وجهه صفاءً وبشاشة.
نحن في ظروف عصيبة بلا شكّ. ولكنّنا أيضًا لدينا فرص عظيمة وامتيازات كثيرة لم تتوفّر لمن سبقونا. أبسطها الجهاز الساحر، الخارق، الذي تقرأ منه الآن.
علينا أن نتدرّب على الرضا كما تدرّبنا طويلًا على السَخَط. علينا أن نعترض نمطَ أفكارنا الساخطة ونستبدلها بأفكار شاكرة ممتنّة. علينا أن ننظر في أنفسنا ونقيّم علمَنا بمشكلاتنا تقييمًا حقيقيًا. ونقيّم هدفَنا تجاه هذه المشكلات. فمنها ما نريد التغلّب عليه، ومنها ما يمكن تجاهله، ثمّ نخطو خطوات واضحة نحو هذا الهدف.
لا يشترط أن تكون الخطوة كبيرة. فخيرٌ من الخطوات الكبيرة المتقطّعة، خطواتٌ صغيرة مستدامة.
لا أنكر أن الظروف المواتية تشجّع الإنسان على الرضا وتمهّد الطريق أمامه، لكن قد تواتيك الظروف وتسخط، فتجلب المزيد من السخط على نفسك. فلنتعوّد الرضا، فإنّ الرضا يسبقُ الخير دائمًا.