رغم أنّ جميع المصريين يعرفون أنّ النظام التعليمي (السابق) هو عمليّة محو للشخصية وطمس للعقول، إلا أنهم يدافعون عنه باستماتة حين تغيّر.
أشار الدكتور يوسف زيدان إلى هذا الأمر قبل أسابيع على صفحته على فيسبوك.
يبدو الأمر غير منطقيّ طبعًا. ولكن، مع إمعان النظر، نجد أنه لا يمكن أن يحصل غير هذا.
فالأمر كلّه نتيجة تغيير المألوف لديهم. الإنسان بطبعه يميل لمقاومة التغيير أيًا يكن اتجاهه. وقد تعوّدنا لعشرات السنين على النظام الحالي.
وهذا التعوّد هو الذي يدفع أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم في الدروس الخصوصية الآن رغم عدم فعاليتها مع النظام الجديد. وهو الذي يدفعهم لتصديق المدرّسين -الذين كانوا ينتفعون من الدروس الخصوصية سابقًا- حين يقولون لهم أنّه نظام فاشل وسيقضي على مستقبل أولادكم، غافلين عن المصلحة الشخصية للمدرّس.
وهذا التعوّد هو الذي سيجعلهم، مع أول امتحان، يتظاهرون ضدّ هذا النظام ويعلنون غضبهم ويحكمون عليه بالفشل، حين يحرز ابنهم أو بنتهم درجة أقل من النهائية، ولو بدرجتين فقط. وفي أثناء هذا الغضب والثورة سينسون تمامًا أنه حتى لو لم يتغير نظام التعليم، وامتحن الطلاب مع المدرّس الخصوصي امتحانًا تجريبيًا، لم يكن ليحرز الدرجة النهائية أيضًا!
علينا أن نقاوم رغبتنا في المقاومة؛ لأننا ندرك تمامًا أنّ أيّ تغيير في منظومة التعليم هو تغيير محمود لا محالة؛ فليس هناك أسوأ مما نحن فيه.