لن يمدّك الله بمعجزة

حولُنا اللافتات في كلّ مكان تشير إلى الطريق. ونحن تائهون في أرض الله. نعرف القراءة. ونأبى إلّا أن نستمرّ ضائعين!

نقرأ اللافتة تشير شَمالًا، ونُغرِّبُ. أو جنوبًا، ونُشَرِّق. لا نريد اتّباعها. تبدو أسهل ممّا يجب، أحيانًا. يبدو الطريق تافهَ الشأن، غير مُبهرج. ليس فيه جبال نتسلّقها لنشعر بنشوة النصر حين نصل إلى القمّة.

لكنّنا ننسى أنّنا تائهين.

وننسى أنّ ما بعدَ القمّةِ إلا انحدار.

الطريق مُمهّدٌ نوعًا ما. وليس مستويًا كما يبدو. هو طريق صاعد أبدًا، ولكن ميلَه بسيط، لا نراه بسهولة. إلّا حين نسير فيه بعيدًا، وننظر إلى الخلف.

وفي أثناء ضياعنا، ندعو الله من صميم قلوبنا أن اهدنا يا ربّ، ووفقنا يا ربّ، وألهمنا يا ربّ. واللهُ يضع لنا في كلّ خطوةٍ لافتة، ولكنّنا لا نرى. بل إنّنا نرى، ولكن لا نرضى عمّا نرى.

نحن لا ننتظر أن يضع الله لنا لافتةً فقط. نحن نتوقّع أن يحملنا الله إلى القمّة بين طرفة عين وانتباهها. نحن ننتظر معجزة. ونغفل عن القانون الذي وضعه الله: إن أردتَ، فاعمل، ثمّ سأكافئك بخير مما عملت. لكن عليك أن تعمل.

(وهُزّي إليك بجذع النّخلة تساقط عليك رطبًا جنيًّا) — مريم:٢٥.

كيف تهزّ امرأةً ضعيفةً في مخاضها بجذع نخلة لا يستطيع أربعة رجال أشدّاء أن يحرّكوه؟ إنّه القانون. لن يتساقط البلح دون مُسبّب لسقوطه.

كذلك أنت لن تصل دون سعي، مهما صَغُر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *