سؤال لا بدّ أنّه يمرّ بكلّ كاتب حين يواجه الصفحة البَيضاء. ماذا أكتب؟
لا يواجه الخَطيب هذا السؤال بنفس الرّوح. مَن كان عمله التحدّث يحتار بين الكثير من القضايا والموضوعات أيّها يختار اليوم للتحدّث عنها. وعلى الأرجح، لا تستمرّ حيرته طويلًا. أعرف ذلك لأنّ عملي يتطلّب مني التحدّث أمام النّاس بشكل دوريّ.
أمّا الكاتب المحترف، لا يكاد يجد ما يكتبه. وانتشر الأمر حتّى سُمّي باسم خاص له: سدّة الكاتب. وربّما اشتهر الاسم لأنّه يُضفي على الكتابة غُموضًا ما. وربّما اشتهر لأن الكاتب يتحلّى بنوع من الفخر المصطنع حين يتغلّب عليه.
الكتابة كلامٌ كالكلام. فمن احتار فليتخيّل نفسه مع بعض من أصحابه ماذا سيقول لهم؟ وليكتب هذا.
اكتب أيّ شيء نافع.
المهم، أن تكتب.