ماذا تفعل حين تشعر بالعَجز عن المساعدة؟

ماذا يمكنني أن أفعل؟

ينبع هذا التساؤل من شعور بالمسؤوليّة تجاه شيء ما. قد لا يكون في استطاعتك أحيانًا فعل الكثير. وهو ما يقودنا إلى فهم التباين بين دائرة اهتماماتنا ودائرة تأثيرنا.

ربّما من اهتماماتك تشجيع فريق كرة محدد مثلًا. وأثناء المباراة، تشاهد بحماس وترجو لو يبدّل المدير الفنّي اللاعب رقم ١٣ برقم ٧. رقمُ ٧ أكثر مهارة في صناعة الفرص وهو بالضبط ما يحتاجه الفريق، أو هكذا تظنّ. لكنّك لا تستطيع تبديل اللاعبَين بنفسك. الملعب وما يدور فيه خارج دائرة تأثيرك كما ترى.

إذا استثمرنا مثال الكرة هذا وافترضنا أنّك قررت تكريس حياتك لتستطيع القيام بهذا التغيير ستجد أنّ هدفك الجديد الآن هو أن تكون مكان ذلك المدير الفنيّ. لا يمكنك التأثير على الملعب من قاعة المشاهدة. لا بدّ وأن تدخل اللعبة بنفسك!

تمامًا كما هو الحال في أيّ قضيّة أخرى تؤمن بها وترجو التأثير فيها ولكنها خارج دائرة تأثيرك. فما الخلّ إذن؟

الجواب في كلمتَين: تنمية الذات.

تخيّل طفلًا صغيرًا لا حول له ولا طَول، ما الذي يمكنه فعله؟ تقريبًا لا شيء! مَهمّةُ هذا الطفل الوحيدة هي تنمية ذاته ليَقوى ويكبر ويفهم ويتعلّم .. ثمّ يؤثّر. وكلما زاد علمه وزاد تطويره لذاته زادت دائرة تأثيره.

ربّما خَير هديّة تُهديها للقضيّة التي تؤمنُ بها، وللعالَم، ولله، هي استثمار ما وهبَك من أدوات لتنمية ذاتك وتوسيع نطاق تأثيرك. بذلك تزداد قدراتك ويقلّ شعورك بالعَجز.

وإن كان المشوار طويلًا، فكلّ مشوار يبدأ بخطوة. وإن كان الوقت المطلوب طويلًا فالوقت سيمرُّ على أيّة حال!