ماذا تفعل حين يشاركك صديقٌ هَمَّه؟ هل تحكم على موقفه من مكانك، أم تحاول تقمّص مشاعره وفَهم وجهة نظره وتحاول الوقوف في مكانه لترى بشكلٍ أفضل؟
ليس الحكم على الموقف من خارجه باطلًا فحسب، وإنّما هو إشارة عدم اهتمام أو إشارة جهل.
الكريمُ مَن استطاع أن يضع نفسه مكان الآخرين، ويرى بعيونهم. حينها فقط، يمكننا فهم إن كان المتكلم يطلب النصيحة، أم يطلب صديقًا ينصت إليه. وحينها، يمكننا تقديم النصيحة المناسبة في الوقت المناسب، والسكوت في الوقت المناسب.
فَهم وتقدير مشاعر الآخرين يبدأ بإدراك أنّنا لا نفهم مشاعر الآخرين. علينا عامدين بذل الجهد والطاقة في محاولة لتخيّلها. عندها، تتفتّح لنا قلوبهم التي كانت موصدة. بل ويتفتّح قلبنا لهم، ونرى في قلوبنا نحن، حبٌّ متزايد لمَن حولنا.
الآن فقط نرى الإنسان كما هو.