منطقة الراحة ليست مريحة بالضرورة

ولكنّها مألوفة. نشعر فيها بالأمان لأننا نعرف ما فيها. ليس مجهولًا. قد يكون مروّعًا. ولكنّنا نعرفه.

أمّا المجهول.. فما أدراك ما المجهول؟ خوفُنا منه يجعلنا نتقبّل أوضاعًا مأساوية مألوفة. رغم أنّ المجهول —كونه مجهولًا— قد يكون أفضل من الوضع الحالي. ولكنّنا نختار الخوف أكثر من اختيارنا الإيمان.

الخوف والإيمان، كلاهما يتطلّب التصديق في ما لم يحدث بعد. الخوف تصديق في مصير مروّع. والإيمان تصديق في مصير بديع. كلاهما وَهم. فأيّ الوهمَين تختار؟

إذا اخترت الخوف، فما الذي يدعم خوفك؟ ألَم تعبر كلّ أيّامك السيّئة حتى الآن بسلام؟ ألم يعتن بك الله وأنت لا تملك قوّةً ولا فكرًا؟ ألم يسخّر لك من النّاس مَن يرعاك وأنت بعد لا تقوى على رعاية نفسك؟

أحين تكبر وتنضج ويعمل عقلُك عملَه تكفر بكلّ ذلك وتستسلم لخوفك الذي اخترعه عقلك؟

لقد أحسن الله تدبير أمورك كلّها منذ ما قبل ولادتك حتّى الآن. ألا يكفيك هذا دليلًا داعمًا للإيمان؟

الخوف والإيمان كلاهما وَهم. فأيّ الوهمَين تختار؟