هناك الكثير من الأمثلة على ذلك الأمر: بدايةً من زعم الخاسر عدم دستوريّة الانتخابات أو أنّها مزوّرة، وصولًا إلى زعمه بأنّ “الدراع بايظ” أو “مبيتزحلقش”.
وبالطبع، كذلك في الوظائف التي نفترض سلفًا دائمًا أنّها “ماشية بالكوسة” والوساطة فقط. . . إلخ.
المفارقة المهمّة أنّك لو كنت تؤمن بهذا الكلام، لماذا قبلتَ أن تلعب من البداية؟ إذا كانت قوانين اللعبة لا تعجبك، لا تلعبها إن لم تستطع تغييرها. لا يمكنك أن تلعب ثمّ تشكو أنّ القوانين غير عادلة. أنت تعرف القوانين منذ البداية.
ولكن الأمر في الحقيقة ليس في أنّها غير عادلة. الحقّ أنّنا نسلك الطريق السّهل فنشكو. نحاول أن نكون الضحيّة؛ لأنّ ما على الضحيّة إلّا البكاء. لا يفترضُ الناس من الضحيّة أن تكون مسؤولة عن نتيجتها، وهذه هي المكافأة الأكبر، أليس كذلك؟
تعيشُ الضحيّة حياةً بائسة، لا تسعد فيها إلّا نادرًا، ولكنّها تعيش حياةً لا مسؤولية فيها، تستطيع فيها البكاء والصراخ والشكوى بحرّيّة، وتستجلب عطف النّاس بحرّيّة، ويتوقّع الناسُ منها ذلك، بل وينتظروه منها.
هكذا يختار أن يعيش كلّ من يوافق على اللعب ثمّ يفرح فقط إذا فاز، ويثور إذا خسر. بدلًا من أن يتعلّم ممّن غلبه، ويسأله كيف فعلت ذلك؟ ويصبح تلميذًا له، يثور عليه. حسنًا، لكن لن يتقدّم شخصٌ كهذا أبدًا.