قد نظنّ أنّ شؤون إدارة الشركة الدولية تختلف عن المكتب المحلّي، وتختلف عن إدارة النشاط الطلّابي في الجامعة، وهذا صحيح من حيث التركيب وكثرة العدد والاختلافات التي تنتج عن اختلاف النوع وهكذا.
لكن، في نهاية الأمر، الأساسيّات مشتركة. ومن لا يستطيع إدارة النشاط الطلّابي بنجاح، لن يستطيع إدارة شركة، ناهيك عن دولة. وليس معنى كلامي أنّ كلّ من استطاع إدارة فرقة صغيرة يمكن أن يقوم بشؤون الدولة مثلًا، فهذا يسهل تبيان خطؤه، أو، على الأقلّ، عدم ضرورته.
ولكنني أقصد أنّ من لا يستطيع إدارة شؤون نفسه، وتحقيق أهدافه مثلًا، لا يمكن أن يدير شؤون أسرته ويحقّق أهدافها. ومن لا يدير أسرته لن يدير ناديًا … وهكذا
فإذا أردت أن تتنبّأ بقدرتك على إدارة شأن ما، انظر في نفسك كيف تدير نفسك، وكيف تستخدم أدواتك الشخصية ومهاراتك ومواردك. فإن نجحت فاحتمال نجاحك فيما هو أرقى ممكن، وإلّا فلتعكف فقط على حالك أنت حتى ينصلح.
وما أحوجنا إلى العكوف على صلاح أحوالنا!