من مقتضيات الصداقة

ليس من المعقول، أو المنطقي، أن نتوقّع من الآخرين أن يتنبّأوا بمشكلاتنا، دون أن نخبرهم نحن بها. ودعوني أوضّح ما أعنيه.

ربّما تمرّ بظرفٍ سيّء أو تنغمس في حالة نفسية سيئة، وفي أثناء هذه الحالة، تتذكّر صديقك (فلان) الذي تزوّج حديثًا، أو تخرّج حديثًا، أو انتقل من مكان سكنه إلى حيٍّ آخر… إلخ، فتقول آسفًا لحالك: “وهذا فلان لا يدري ما أنا فيه!”. وكأن صداقتكما أصبحت، فجأة، سطحيّة.

وما أدراه بما أنت فيه؟! وهل تدري أنت ما هو فيه؟ لماذا نفترض دائمًا أنّ وضعنا هو الأسوأ؟ أو أن كل الناس سعداء إلّا نحن؟ لماذا ننتظر سؤالهم عنّا ولا نبادر نحن باللجوء إليهم وتعريفهم بحالنا؟

من مقتضيات الصداقة أن أتابع أحوالك وأتشوق لمعرفة أخبارك. ومن مقتضياتها أيضًا أن ترتاح في اللجوء إليّ عند الحاجة. دون انتظار لسؤالي عنك.

1 فكرة عن “من مقتضيات الصداقة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *