نصف الجهل.
مَن اكتفى بنصفِ العِلم فقد ظلم نفسه ظلمًا أكبر ممّن لم يتعلّم. فمَن ملك نصف العلم ظنّ أنّه عارف وهو لا يعرف. فأضلَّ نفسَه ضلالًا مُبينًا.
وكيف نعرفُ نصفَ العِلم؟ من علاماته. ومنها:
القول غير الدَّقيق. انظر في خطابات أفضل مُتحدّثي العالَم وستجدُ أنّهم لا يقولون ما لا يعنون. ولا يقولون جُملًا ارتجالية غير ناضجة. يفكّرون في كلامهم ويتحرّون الدّقّة فيما يقولون لأبعد حدّ. فلو سألت أحدهم لماذا اختار هذه الكلمة بالذات لوجدتَ جوابًا شافيًا حاضرًا. على العكس من أغلب كلامنا!
ومن علامات نصفِ العِلم أنّنا لا نعرف أكثر مما نقول. لا نعرف ما وراءه ولا ما تحته. لا نعرفُ ما يترتّب عليه ولا علامَ يترتّب. ليس لكلامنا أساس سوى معرفة سطحية. لم نسأل “لماذا” ولا “ثمّ ماذا”.