في كلّ مرّة نتواصل فيها مع النّاس، إمّا أنّنا نضيف إلى رصيدنا لديهم، أو ننقص منه. تمامًا كرصيد الحساب البنكيّ، إمّا أن نودع مالًا أو نسحبه.
إذا كان تعاملنا مع النّاس محدود بوقت معلوم، يسهُل أن نتحكّم في أنفسنا بما يكفي لنتعمّد دائمًا أن نضيف إلى رصيدنا معهم، ونحاول ألّا ننقص منه شيئًا. أمّا إذا كنّا، مثلًا نسكن معهم، أو نخالطهم يوميًا في العمل لساعات طويلة، فمن الصّعب أن نتحكّم في أنفسنا بشكل كامل.
ربّما تقع منّا هفوات لا نقصدها تنقص من رصيدنا عندهم. وربّما نتّخذ إجراءات وقرارات لا يوافقوننا عليها، فينقص بذلك بعض رصيدنا لديهم. لكنّ الكريمَ مَن كان رصيده موجبًا، في أيّ وقت من الأوقات. يضيف دائمًا، ولا ينقص إلّا غير عامد، وعلى فترات متباعدة.
الكريمُ يَقِظٌ دائمًا لاحتياجات الآخرين، وهذا هو سرُّ زيادة رصيده عندهم.