سنحاول إجابة هذا السؤال مسترشدين بالتّاريخ المكتوب بالفعل. مَن الذين يذكرهم التاريخ؟
سنجد أنّهم عادةً ما ينتمون إلى إحدى فريقَين: الكُرَماء، والسفّاحين.
إذن، ربّما يكون السؤال الصحيح هو: كيف سيذكرك التاريخ؟ وهو سؤال مركّب يُبنى على إجابة السؤال الأوّل بنعم. فإن كنتَ ممّن لا يعنيهم أن يخلّفوا من بعدهم شيئًا يستحقّ الذّكر، فلا أظنّك تنتفع من قراءة هذه الأسطر.
ولنزيد عنصرًا جديدًا في السؤال ونقول: كيف يذكرك التّاريخ بالخير؟ وهذا السؤال يُبنى على أنّ لديك رغبة في أن يذكرك التاريخ، وأنّ هذه الرغبة هي أن تُذكر بخير.
والإجابة: إذا كنت كريمًا.
إذا كنت تملأ أكثر من مكانك.
اقرأ كتابًا مثل: سير أعلام النبلاء، أو تراجم العقّاد، أو صنايعيّة مصر، وغيرها من الكتب التي تحكي أثرَ مَن سبقونا في حياتنا اليوميّة التي نعيشها الآن. ولا أظنّك تندهش حين تقرأ كيف كانوا كرماء.
نحن نتوقّع أن يكون ما ننعم به حياتنا الحالية من أنظمة (سياسية، وفنّيّة، واجتماعية، .. إلخ) مبنيًا على جهود من سبقونا. كانت هذه الجهود أوسع من نطاق أسرتهم ووظيفتهم. ولولا هذه الجهود لما تقدّم العالَم.
العالَم يتقدّم بالكرماء الذين يملأون مكانًا أكبر من حيّزهم المرسوم لهم من قبل المجتمع.
فكيف يمكن أن تكون كريمًا؟
ما هو الشيء الذي يمكنك عمله الآن، وهو ليس في حدود ما رُسم لك؟
هل يمكنك ممارسة بعضالأعمال البسيطة من الكرم لتسهم في تقدّم العالَم؟
هل تريد من التاريخ أن يذكرك بخير؟