إذا حدّثتُك عنأحد أصدقائنا بما يسوؤه ستتوقّع أن أحدّثه عنك بما يسوؤك أيضًا. أمر طبيعيّ؛ لأنّني اعتدتُ أن أتحدّث عن الغائب بما يسوؤه.
هناك أُسَرٌ لا يكاد أحد أفرادها يخرج من غرفة المعيشة إلى المطبخ حتّى يغتابوه. ثمّ يعود ويخرج آخر فيغتابوه. ثمّ تخرج أنت من الغرفة… سيكون الأمر غريبًا إذا لم يذكروك بسوء، أليس كذلك؟
إذا حدّثتُك بسرٍّ ائتمنني عليه أحد أصدقائي ستتوقّع أن أحدّثه بسرّك أيضًا. أمر طبيعيّ. لم أعتد حفظ الأسرار. إذا احتجت أن تحفظ أسرارك في قلبٍ أمين، لن يكون اختيارك أن تبوح لي بها. ستبحث عن شخص لم يخبرك بأسرار أصدقائه من قبل.
الفكرةُ كلّها في السّمعة التي تبنيها عند من يعرفك عن قرب. هل نعرف عنك حفظ الأسرار وتجنّب الغيبة؟ أم نعرف عنك الثرثرة فيما لا يخصّك واغتياب كلّ من تعرفهم؟
فكّر أيَّ سمعةٍ تريد أن تترك لدى النّاس.أحيانًا يدفعنا إلى ذلك عدم رغبتنا في خسارة الحاضرين. ليس أمرًا مثيرًا أن تكون الوحيد الذي لا ينضمّ لسلسلة الغيبة والشتائم، لا أحد يتحمّس لذلك. ليس مثيرًا أن تقول لشخص عزيز عليك: أنا أعرف الإجابة، ولكنّني لن أطلعك عليها. ولكن ماذا تريد حقًا؟ هل تريد أن تكوّن عند الناس فكرة أنّك غدّار أو كذّاب أو ذو أوجه عديدة؟ أم تريد أن تكون شخصًا أهلًا للثقة جديرًا بالاحترام.
واجه بشجاعة أولئك الذين يسألونك عمّا لا يعنيهم، وما لا يجوز لك التكلّم فيه. قل لهم لا أستطيع أن أخبركم. تمامًا كسياسيّ حذق يرفض التعليق على ادّعاءات الصحفيّين السّائلين عن موضوع شائك لم يُحسم بعد. هو لا يقول: لا أعرف، هو يرفض التعليق. سيحاولون ابتزازك عاطفيًا بنظرات الاستنكار، وبالتأفّف، وبالتوسّل أحيانًا.
لا ملامة في حفظ الأمانة. اختر من تكون.