وداعًا رمضان

قبل رمضان، كنتُ أفكّر كيف سأقضي نهاري كلّه صائمًا، حتّى أنّي خشيتُ ألّا أستطيع.

راودتني أفكارٌ عن كيف أفقد تركيزي حالَ الجوع، وكيف يقلّ صبري. وحرصتَ على تناول السّحور استعدادًا للمشقّة التي سوف ألقاها غدًا.

وها أنا وقد مرَّ الشهر كاملًا لم أكدْ أشعرُ به. اشتدّ بي الجوع أحيانًا ولكنّني وجدتُ نفسي قادرًا على تحمّله. أعمل معظم اليوم، وأصعد الدرج وأنزل وأجوب المكان جيئةً وذهابًا لقضاء المهام، ولا أتأثّر.

يتعلّم الصائمون في شهر رمضان أن لا مستحيل. نكتشف في أنفسنا إرادةً تفاجؤنا أحيانًا. في شهر رمضان، وضعَ اللهُ لك هدفًا صعبًا لتتعلّم أنّك قادر على تحقيق أكثر ممّا تتوقّع. رحلتك شاقّة، ولكنّك قد وصلت. ذهب التعب، وبقي الأجر إن شاء الله.

حدّد هدفك. اسعَ نحوه ولا تكترث بقدر المشقّة، أو طول الوقت. فالوقت سيمرّ على أيّة حال. وسيبقى الإنسان الجديد الذي استحقّ الوصول إلى هنا. سيبقى الأثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *