فاضتْ منها المعاني كما تفيض على كلّ مُشتاق. وكانتْ بعيدةً عنه ولكنّه يراها بعينَي قلبه عابسة لا تكلّمه ولا تنظر إليه، فكتبَ:
“وَأيُّ طَعْمٍ للحَياةِ إن كانَ مصدرُ الحياةِ في القَلْبِ العاشِقِ مَيْتًا! فجزءٌ مِن حياتِهِ مِن حضرتِها، وجزءٌ مِن بسمتها، وجزءٌ مِن نَظرَتها.. فإِنْ كانت غائبةً عن ناظِرَيه فهذا جزءٌ مَيِّتٌ في قَلبِه، وإن كانت عابسةَ الوَجهِ فهذا موتُ جزئِهِ الثاني، وإن كانت تأبَى أن تَنظُرَ إليهِ فهذا موتُهُ كُلُّه!
فأنَّى لَهُ بعدَ ذلك أن يستطيبَ طعمًا أو أن يرتوي!”