قلنا من قبل أنّ تركيز الطاقة هو الذي يكسبها أثرها. وأنّ الطاقةَ المشتّتةَ لا نتيجة لها سوى ضياع الوقت فيما نظنّ أنّه مفيد، وما به فائدة حقّة. ويبقى السّؤال: كيف نختار الطريق الذي نركّز فيه طاقتنا؟
وأظنّني أجيبك بما لا تتوقّعه حين أقول: الطريق لا يهمّ. المهم هو أن تختار طريقًا، أيَّ طريق.
إن كان الطريقُ نافعًا فلا بأس به أيًا كان مجاله ونتيجته. لو كنت تعرف الطريق الأنسب لك، لما احترتَ من البداية. فإذا احترت، فأنت تائه بين خيارات عديدة لا تملك أن تفصل بينها بوضوح وحسم. إذن، فكلّها نافع لك. وكلّها صالح لك. إلى أن تجرّب وتسير في الطريق حتّى تقطع منه شوطًا وتعرف مداه، ثمّ تقرّر حينها إن كان عليك الاستمرار أو تحويل المسار.
تحويل المسار، عندها، لا يعني أنّك تبدأ من الصفر. بل تبدأ من خبرة اكتسبتها في هذا الطريق، ودرس تعلّمته بأنّه ليس الطريق الأنسب لك. قبل سلوكك فيه كنت حائرًا وتظنّه مناسبًا. والآن، أنت تعرف أنّه غير مناسب. وهذه ثمرةٌ في ذاتها.
لا يهمّ أيّ طريق تختار.
اسلك أيّ طريق. لكن لا تتلفّت.
فمُتلفّتٌ لا يصل.