“هل تريد أن تطير؟ هل تظنّ نفسك عصفورًا أو نسرًا؟ هل أنت مجنون؟!”
“هل تريد أن تقنعني أنّ بهذا الجهاز القبيح يمكنني التواصل مع شخص لا يسكن معي في نفس الغرفة؟ هل أنت مجنون؟ ولو افترضنا جدلًا أنّ ذلك ممكن، هل تريد أن تقنعني أنّنا سنزرع أسلاكًا كهربية حول الكوكب؟ لا بدّ أنّك فقدتَ عقلك!”
“هل تريد أن تصنع هاتفًا بلا أسلاك؟ هل جُننت؟”
“ولو استطعتَ صُنع هذا الشيء الذي تسمّيه سيّارة، أين ستستخدمها؟ هل تستطيع سيارتك هذه عبور الطرق الوعرة التي تعبرها خيولنا؟ هل أنت مجنون؟!”
تبدو لي كلمة مجنون -في كثير من الأحيان- مرادفةً لكلمة شُجاع.
لا بدّ أنّ أوّل من ركب الخيل سمع كلامًا مثل: “لقد خُلقت الخيلُ حُرّة. أتظنّ أنّ بإمكانك ترويضها لتشقّ بها الريح؟ هل أنت مجنون؟”
دعهم يقولون ما يقولون. لا يشكّل هذا خطرًا كبيرًا عليك. الخطر في الكلمات التالية:
“أَمِن بين كلّ هؤلاء، تفعلها أنت؟”
“أبعد كلّ هذا، ستأتي أنت لتغيّر العالَم؟”
“هل أنت مجنون؟”
تكون هذه الكلمات خطيرة حين نقولها نحن لأنفسنا. حين نَجبُنُ عن أحلامنا. حين ندع الواقع يُملي علينا أحلامَنا، ويرسُم لنا حدودَنا.
انظر حولَك. كلّ ما حولك ابتدعه أحد المجانين.
لا تحرمنا من واقعٍ أجمَل.
لا تكن أنانيًا وتؤثر الهرَب.
كن شجاعًا.
انظر لنفسك في المرآة وابتسم بفخر قائلًا: “يا مجنون!”