هناك مقولة شهيرة: لا غَداء بدون مقابل. نريد أن ننمو ونتطور، لكننا لا نريد أن نتحمّل ثمن ذلك!
نريد أن تتحسّن حياتُنا، ولكننا نرفض تغيير أيّ شيء فيها. نريد أن ينشأ أطفالُنا نشأةً صالحة، ولكنّنا لا نفعل سوى ما نتذكّره ممّا فعله معنا آباؤنا. ربّما ليس كلّ ما فعلوه معنا مناسب للعصر الحالي.
نكرهُ في أنفسنا الجهل، ونتمنّى لو نتعلّم أشياء جديدة. لكنّنا لا نمسك بكتاب ولا نفتح فيلمًا وثائقيًا ولا فيديو تعليميّ ولا نسمع برنامج بودكاست مفيد ولا نلتحق بأيّ محاضرات مجّانيّة على الإنترنت.
نتمنّى الكثير من الأمور. ونكره في أنفسنا الكثير من الصفات. ونحبّ لو تكون لدينا صفات أخرى كثيرة. ولكنّنا، نكره أكثر ما نكره، أن نمرّ بفترة عدم الارتياح اللازمة لاكتساب أو للتخلّص من هذه الصفات. نفضّل الرّاحة. نفضّل ما تعوّدنا عليه من إهدار للموارد. نفضّل أن ندور في نفس الدائرة القديمة.
لأنّ الخروج من الدائرة القديمة مخيف. لأنّ استكشاف مناطق غير مألوفة مخيف. لأنّ المشقّة في خيالنا أضخم من المشقّة المطلوبة بكثير. لأنّنا نضع أهدافًا ضخمة، غير منطقيّة، ونُحبط حين لا نستطيع تنفيذها.
المفارقة أنّ بقاءك في وضعك الذي تكرهه يُشعرُك بعدم ارتياح أكبر. بل هو شعور مزمن بعدم الارتياح. لأنّ الوضع لن يتغيّر أبدًا ما لم تغيّره أنت. على الأقلّ، إذا بدأت بتغييره، ولو بخطوات بسيطة، سيكون هذا الشعور مؤقّتًا.
ينبغي عليك أن تضحّي بالرّاحة إن أردتَ أن تتخلّص من الشعور بعدم الارتياح. هذه هي القاعدة.