لهذا لا نشعر بكرمِ المُعطي إذا ظننّا أنّه يعطينا حقّنا. المشكلةُ أنّنا، في كثير من الأحيان، نخلِطُ بين ما هو حقٌّ لنا وما هو فضلٌ من الكريم.
ومن العطاءات التي نظنّها حقوقًا لنا، العيديّة. بدأت كهديّةٍ نفرح بها ونحن صغار حتّى كبرنا وأصبحنا ننتزعها انتزاعًا، ثمّ لا نفرح بها. ثمّ يخيبُ أملنا إذا نقُصت عن المعتاد!
والعجيبُ من الناحية الأخرى أنّنا كثيرًا ما نشاهد مَن يمُنّ على النّاس إذا لم يبخسهم حقّهم. وكأنّه بذلك يتفضّل عليهم ويجود!