يقسّم بوب بروكتور الأهداف إلى ثلاثة أنواع. هدفٌ قد حقّقته من قبل، وهدف لم تحقّقه ولكنّك تعرف جيّدًا طريقة تحقيقه، وهدف لم تحقّقه ولا تعرف له سبيلًا.
ونحن نميل إلى تحديد أهداف من النوعين الأول والثاني؛ لأنّنا نؤمن بقدرتنا على تحقيقها. هي أهداف سهلة، إمّا فعلناها من قبل أو في متناول أيدينا. لا خوف يصحب هذا النوع من الأهداف، ولا نموّ.
ينبغي أن نطمح للنوع الثالث من الأهداف، لأهداف لا نعرف سبيل تحقيقها بعد. هذه الأهداف تتطلّب منّا أن ننمو من أجل تحقيقها. تتطلّب منّا أن نكون في مكان غير مكاننا، وأن نتعلّم ما لا نعرفه بعد، وأن نستكشف طرقًا لم نمش فيها من قبل، وأن نستطلع مساحات لم نألفها، في أنفسنا، وفيما حولنا.
الأهداف القريبة التي نعرف سبيل تحقيقها هي أهداف ضعيفة، تسحبنا إلى الوراء بدلًا من دفعنا إلى الأمام. تعزّز الشخص الذي نحن عليه الآن، وتقوّيه. تعزّز الماضي، لا المستقبل.
ما فائدة الطموح والخيال إن لم يدفعك للأمام؟ وإن لم يحفّزك للنمو. الخيال قوّة كبيرة نسيء استخدامها عادةً؛ نستخدمها فقط في تخيّل أحداث سيّئة حصلت لنا في الماضي أو أحداث نخشى وقوعها في المستقبل. نادرًا ما نتخيّل شيئًا نرغب في الحصول عليه، أو حالة نرجو أن نكون عليها، أو أسلوب الحياة الذي نتمنّاه.
علامة الطموح أن ترجو ما لا يمكنك تحقيقه بمجرّد أن تريده. وهذا هو الشيء الذي يستحقّ أن تقضي فيه وقتك وتفني فيه عمرك. هدف بعيد، يدفعك نحو الأمام.
الأمر مخيف، أليس كذلك؟ أن تطمح لما لا تعرف كيف ستحقّقه بعد. ولكن كلّ الطرق مجهولة حتّى نمشي فيها مرّة. مع كل خطوة تخطوها في طريقك الجديد ستكتشف مناطق لم تعرفها، وقدرات لم تكن تعرف بوجودها. سرّ تحقيق ما تراه مستحيلًا هو أن تمشي فيه خطوةً خطوة. وتصعد إليه درجًة درجة. بدون عَجلة، ولا استعجال للنتائج. وهذه الخطوات الصغيرة المتتالية، حين تتراكم نتائجها، تحقّق المستحيل.
اختر أهدافًا بعيدة.
اختر أن تسير في اتّجاه خوفك.
اختر أن تستكشف طريقًا جديدًا.