لا ينطبقُ هذا الكلام على النواحي الدينية فقط، بل ينطبق على حياتنا كلّها. ومنها أن تُتقنَ بعض المهام الفرعية في عملِك، ولا تسلّم المطلوب أبدًا في موعده، أو تتأخّر عن الحضور وتبكّر في الانصراف كلّ يوم، أو تُكثر التغيّب. فإتقانُك للمعاملات الاجتماعية مثلًا وحبُّ النّاس لك لن يعوّض ذلك أبدًا.
ومنها أن يُهدي الزوج زوجَته الكثير من الهدايا مثلًا، ولكنّه يتغيّب عن المناسبات العائليّة الهامّة وينساها، أو يغازل امرأة أخرى. فلن تنفعه الهدايا التي قدّمها.
ومنها شَغْل الوقتِ بما ينفع قليلًا، وتسويف الأمر المهمّ الحاسم.
ومنها ابنةٌ تعينُ أهلَها على نفقات المنزل، ولكنّها تتكبّر عليهم وتوبّخُهم إذا حاولوا لها نصحًا أو توجيهًا، وكأنّها كبُرت ولم يعُد لهم الحقّ في معاملتها كابنتهم. فما أحبَّ إلى الأهلِ أن تكون عالَةً عليهم ولكن تلزم حدود الأدب والرأفة معهم.
وقِس على ذلك في كلّ شيء.
هناكَ أُمورٌ أساسيّة (فرائض) وهناك أمور فرعيّة (نوافل). لن ينفعك أن تقضيَ وقتكَ كلّه في النوافل، ولن يضرّك ألّا تفعل النوافل أبدًا، ما دمتَ على الفرائض مواظبًا. وفي هذه الليالي المباركة، فلنحرص، أوّل ما نحرص، على الالتزام بأداء الفرائض على أكمل وجه. لن ينفع قيامٌ بدون صيام، ولا تهجّدَ بدون صلاة الفجر.
“…وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ…”
جزء من حديث رواه البخاري.