سمعتُ امرأةً تشكو من أنّ طفلَها مفرط في الحركة. يفتح باب الشقّة ويخرج ركضًا وتركض وراءه. ولمّا كانت حاملًا في أخيه الصغير، كانت تنام تحت باب الشقة حتّى لا يفتحه الطفل ويهرب وهم نيام. تخيّل كم تعاني هذه المرأة من أجل حماية طفلها الصغير من الخروج إلى الشارع وحده.
ولكنّني لا أستطيع أن أتوقّف عن التساؤل: لم لا ترفع القفل بعيدًا عن متناول الطفل؟ وأظنّ أنّنا نكون في مكان هذه المرأة كثيرًا؛ نعرف في أنفسنا عادةً معيّنة أو صفة لا نحبّها. نريد أن نتوقّف عنها، ونحمي أنفسنا منها. ولكنّها دائمًا قريبة، في متناول أيدينا. الظروف التي تسهّل حدوثها موجودة دائمًا. فيكون من الصّعب جدًا أن نقلع عنها.
لم لا نلغي تلك الظروف ونجعل الأمر مستحيلًا، أو صعبًا جدًا على الأقلّ؟ لم لا نبحث عن الأصل ونجتثّه تمامًا؟
لم لا نرفع القفل بعيدًا؟