كان هذا أحد مبادئ كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثّر في النّاس لديل كارنِجي. وهو مبدأ يكاد يكون غائبًا تمامًا في أيّ حالة حوار نراقبها. وأنا أتحدّث هنا عن حوارات نراها يوميًا في مكان العمل وفي الشارع وبين أفراد الأسرة الواحدة.
ومن مظاهر غياب هذا المبدأ أن يقاطع المستمعُ المتكلّمَ قبل أن ينهيَ كلامه، وأنه، حين يتكلّم، تجده في وادٍ آخر غير متناسب مع سياق الحديث. وأن يقترحَ على محدّثه حلولًا لا تُناسبُ حالتَه. وأن يكون ردّه جاهزًا قبل انتهاء محدّثه من كلامه .. وغيرها من المظاهر المؤسفة.
ويؤثّر هذا سلبًا على علاقة المتحاورَين ويشعرهم ببُعد مسافة التفكير بينهما. ولا ينتفع أحدٌ من الحوار أصلًا لأنّ كلًّا منهما في وادٍ مختلف.
وبما أنّه لا يمكن أن يكون هناك إنسانٌ لن يضيف لك شيئًا، فمن النافع لك أن تستمع جيدًا، وأن تفهمَ أولًا، وتتعلّم ممّا تسمع، ثمّ تعالج الأمرَ وتضيف تعليقاتك ونقاط الغموض وتوضيح الفرق بين وجهات النظر.
لن تنتفع من كلام المُتحدّث فحسب، بل ستكسب قلبه أيضًا، وستستمتعان بالحديث، وتكون قد كسبت شخصًا تشعر في حديثك معه بإثراء فكرك وتنوير عقلك.
وقبل أن تتساءل: مَن ممّن أعرفهم يمثّل هذا الشخص لي، سَل نفسك: مَن ممّن أعرفهم أمثّل هذا الشخص له؟