عندما كنّا صغارًا، حكوا لنا قصّة سباق بين أرنب وسلحفاة. ركضَ الأرنبُ وقفز سريعًا حتى اقترب من خطّ النهاية، ثمّ حملَه الغرور والاستخفاف بالسلحفاة على النوم لبعض الوقت، ولم يخطر ببالِهِ أنّه سيغلبه النُعاس حتى تصل السلحفاة إلى خطّ النهاية قبله. ولكن هذا ما حصل بالفعل، وفازت السلحفاة.
في حياتِنا الخاصّة، والعمليّة، هناك منهجيّتان في اقترابنا من أهدافنا: طريقة الأرنب وطريقة السلحفاة.
في الأولى نسير مسرعين نحو هدفنا، مسخّرين الكثير من الطاقة والوقت فيه، محاولين الوصول بأقصى سرعة. مشكلةُ هذه الطريقة تظهر حين يكون الهدف لا يمكن تحقيقه بسرعة. وبسبب الجهد الكبير الذي نسخّره لهذا الهدف، إذا طالت المدّة، نحتاج أن نرتاح مُدّةً، تمامًا كالأرنب في القصّة. ونضطر إلى التوقّف مبكّرًا لأنّنا لا نستطيع بذل هذا الجهد والوقت لوقت طويل.
مثلًا: لا يمكن أن تكتب روايةً في أسبوع. ولكنّك حاولتَ حتّى كتبتَ عددًا من السطور، ثمّ اكتشفت أنّك لن تحقق هذا أبدًا في ذلك الوقت القصير، فتستسلم.
الطريقة الثانية هي منهجيّة السلحفاة. وهي عبارة عن خطوات بسيطة وصغيرة، لكنّها منتظمة ومستمرّة. ويكون تأثيرُها التراكمي أنّك تصل إلى نفس الهدف، لكن بسهولة ويُسر. لأنّ الأعمال السهلة يسهلُ القيامُ بها. فمثلًا: تكتب كلّ يوم تدوينة. وبعد ٨ أشهر، تجد أنّك قد كتبت ما يعادلُ كتابًا كاملًا.
ولكنّك كتبته بلا شعور بالتعب، لأنّ تدوينة واحدة سهلة. وتكون مشكلة هذه الطريقة في الأعمال التي تتطلّب أن تنتهي في وقت محدد قريب.
قطراتُ الماء تشقّق الصخر؛ ليس بالقوّة، ولكن بالتكرار.
ربّما يمكنك الآن أن تستعيد هذا الحُلم القديم الذي توقّفتَ عن مطاردته لأنّك فقدت الأمل في تحقيقه في هذا العالَم الصاخب، وربّما عليك محاولة تنفيذه باستخدام طريقة السلحفاة. خطوةً خطوةً. ببطء، ولكن، بانتظام.