اقترح صديقك الذي تثق به مطعمًا جديدًا في الحيّ الذي تسكن فيه. بحثت عنه على الإنترنت لتجد عشرات التقييمات المتنوّعة، منها مَن يمتدح المطعم الجديد بحماس شديد، ومنها من يقول أنّها أسوأ تجربة في حياته، ومنها ما بين هذا وذاك.
التقييم الإجمالي ٤ نجوم من خمسة.
أيُّ التعليقات التي قرأت ستلفت انتباهك أكثر؟ ستجد أنّك تقضي وقتًا أطول في قراءة التقييمات الإيجابية التي تمتدح المطعم، ولا تأبه كثيرً بالتقييمات السلبية. ذلك لأنّك تثق في صديقك الذي رشّحه إليك، وتحبّ هذا النوع من الطعام.
يستجيب عقلُك لرغبتك في التجربة بالبحث عن الأدلّة التي تدعم هذه الرغبة وتؤكّدها.
وهو انحياز في مَلَكة التحليل لا يكاد ينجو منه أحد. ولذلك، علينا الانتباه جيّدًا حين نبحث عن أدلّة تؤكّد أو تنفي نظرية ما. وعلينا أن نسأل أنفسنا: هل نحن -قبل البحث- نؤيّد هذه النظرية ونرغب في صحّتها؟
إن كانت الإجابة بنعم، فعلينا بذل ضعف الجهد في تحليل أسباب خطأ هذه النظرية، لتعويض هذا الانحياز.
وإن كانت الإجابة بلا، فينبغي علينا بذل ضعف الجهد في تحليل أسباب تؤيّد النظرية، لمعادلة انحيازنا نحو الاتجاه الآخر.
هذه الموازنة تتطلّب وعيًآ ذاتيًا عاليًا.