طبيعتُنا الإنسانيّة أنّنا نخشى كلّ ما نجهله، فنتردّد في سلوك سبيل لم نألفه، فنبحث، مدركين أو غير مدركين، عمّن يقول لنا: لا تخف، ستكون الأمور على ما يرام.
نبحث عن شخص يخبرنا أنّ مظهرنا جميل في هذا الزّيّ، وأنّنا سننجح في الامتحان، وأننا سنفوز بالجائزة، وأنّنا لا يجب أن نحزن على ما فات لأنّنا قمنا بكلّ ما في وسعنا. نبحث عن شخص يقول لنا: لا تقلق، اطمئنّ.
ثمّ نهدأ قليلًا، ثمّ لا تكاد تمرّ ساعة حتّى نعود للبحث عن الطمأنة من جديد. ثمّ لا نلبث أن ندرك أنّنا قد أدمنّاها (أو ربّما لا ندرك، وهذا أخطر).
نصبح متطلّبين للطمأنة بغير انقطاع، وبغير فائدة.
الطمأنةُ سمٌّ يدسُّه لك النّاس قاصدين راحتك، ولكنّهم يضرّونك غير قاصدين، أو، بالأحرى، هو سمٌّ تسعى له أنت بكلّ قوّتك غير مدرك لخطورته.
كُن كريمًا مع من تحبّ. لا تغذّي إدمانهم هذا. أيقظهم من سباتهم وأنر بصيرتهم أنّ البحث الطمأنة لا ينتهي.
كن كريمًا مع نفسك. لا تغذّي إدمانها هذا. تيقّظ من سباتك. قدّم العمل على الاطمئنان. اسلك الطريق، وتوكّل على ربٍّ كريم.