دائمًا ما تكون البدايات حماسيّة، ومشوّقة. وأظنّ أنّ ذلك يرجع، بنسبة كبيرة، للفضول. يكون لدينا الفضول نحو اكتشاف المزيد عن الأمر.
هذه المرحلة الاستكشافية هي مرحلة ممتعة. تميل، بالتدريج، نحو الملل. كلّما تخطيت بابًا من المعرفة بالأمر وأصبحت ملمًّا به أكثر، كلّما أصبح الأمر أكثر مللًا. وهنا، يكمن الاختبار، ويكون الاختيار بين التوقّف والاستمرار.
وأرى أنّ التوقّف، في مرحلة الملل، عبث. لأنّك، لا محالة، واصل إليها في أيّ أمر تبدأ فيه. فلن تستطيع إكمال شيء أبدًا.
وأظنّ أنّ هذه الفكرة هي التي دعت الدكتور يوسف زيدان أن يكتب: إتمام الخيرِ خيرٌ من بدئه وأشقّ؛ لأن الابتداء هوى، والاستكمال صبر. والصبر أشق من الهوى، وأعمق، وأدقّ، وأليق بالمبدعين.