يتحدّد شعورنا نحو أنفسنا عادةً بالنسبة إلى من حولنا، ويرتبط بهذه الفكرة، بشكل مباشر، أمران لا يسعنا أن نغفلهما.
أوّلًا: أن ننتبه بمن نحيط أنفسنا. من هم أصدقاؤنا؟ وأيّ أقربائنا قريبون منا حقًا؟ ومن من زملاء العمل نتقرّب إليهم؟
ولن أطيل الحديث في هذه النقطة، لانتشار الكلام عنها وبداهته. ولكن النقطة التالية هي الأخطر، من وجهة نظري.
ثانيًا: ما معنى هذا في المطلق؟
ربّما تكون الأقوى في دائرتك، أو الأمهر، أو الأذكى، وسيعزّز هذا من ثقتك بنفسك جدًا، وسيجعلك سعيدًا، وتشعر بالتميّز. ولكن إن كانت هذه الدائرة مليئة بالضعفاء، والبلداء، والأغبياء، فهذه الثقة التي تكوّنت لديك من مخالطتهم هي ثقة زائفة، لا أساس لها.
وإذا استسلمت لها، سترضى بمكانة دنيئة، ومستوى وضيع. وبمعنًى آخر، ستعيش بلا حياة.
وعلى الجانب الآخر، هناك من هو أذكى منك، وأمهر، وأقوى، ولكنه في دائرته يحتلّ المرتبة الأخيرة. ستهتزّ ثقته كثيرًا، وسيشعر أنه فاشل.
أظنّ أن علينا أن ننظر في الجانبين معًا. أن نقيم أنفسنا بين من حولنا، وأن نقيّم من حولنا بين الناس. وبهذا فقط، نعرف مكاننا الحقيقيّ، فنطمح للمزيد، ونسعى، وننمو.