السّلام الدّاخلي

نقابل النّاسَ ونحن محمّلون بشبكة معقّدة من المشاعر والأفكار والأحداث. يؤثّرُ كلّ ذلك في تقبّلنا لكلامهم، وفي أسلوب كلامنا.

يحدثُ ذلك دون قصد ودون انتباه منّا. ب

بل إنّنا نتأثّر بدرجة حرارة الجَوّ، ومدَى شعورنا بالجوع أو الشّبع.

أضف إلى ذلك أنّ الطرف الآخر مُحمّل بشبكته الخاصّة.

كُلّ ذلك يجعل من مُحادثة شخص ما تجربة فريدة قد لا تتكرّر بنفس الطريقة. ويجعلنا نفكّر أكثر من مرّة فيما إذا كان انفعالنا أثناء الحديث ناتج عن سبب موضوعيّ في موضوع الحوار، أم عن سبب آخر ضمن عشرات الأسباب المحتملة لا علاقة له بمُحدّثك أصلًا.

كذلك الأمرُ حين ينفعل الطرف الآخر. هلّا نلتمس له الأعذار عساه يكون جائعًا، أو يمرّ بضائقة ما، أو نزل به مرض…

يتطلّب الأمر الكثير من السّلام الدّاخليّ.