لم يعُد تحصيل العلوم والمعارف مقتصر على مصاحبة المعلّم والقراءة له. في عصر الإنترنت، يستطيع كلُّ أحد أن ينشر ما حصّله من علمٍ ومعرفة للعالَم أجمع بضغطةِ زرّ. ويستطيع كذلك كلُّ أحد الوصول إلى هذه المعرفة دون جهدٍ يذكر ودون الحاجة لإنفاق دينار ولا درهم.
ومع ثورة المعلومات والاتّصالات، وبالإضافة إلى حلّ مشكلة الوصول إلى المعلومة، أصبحت المعلومة متاحة بطرق شتَّى: المسموعة، والمقروءة، والمرئيّة، وبطرق تفاعليّة أحيانًا تكسر عادةَ الاتّجاه الواحد.
وأصبح من السّهل إيجاد مجتمعات صغيرة تدرسُ نفس الفكرة، والتواصل معهم؛ وهو شيء يُثري كثيرًا من تجربة المتعلّم.
المحتوى العلميّ متاح للجميع. بطرق مختلفة تناسب الشخصيات المختلفة. فمن الناس من يحبّ القراءة، ومنهم من يستثقلها ويفضّل السّماع.. وهكذا.
وهناك العشرات، بل المئات، من الأشخاص ذوي الفعالية العالية، الذين غيّروا شكل العالَم من خلال صناعات مختلفة، فكريّة وإعلاميّة وإنتاجيّة، وغيرها، ينشرون كلّ يوم مئات المقالات والمقاطع المصوّرة والتدوينات عن نجاحهم، وكيف أحرزوا هذه النتائج الهائلة. ونحن، القادرون على القراءة، وعلى السماع، وعلى المشاهدة، نهمل كلّ ذلك.
نهمله لنتابع فلانة الفنّانة التي تزوّجت من فلان. ولنتابع أغنية “الهضبة” الجديدة عن “يوم الثلاثاء”. ولنتابع آخر صيحات الموضة، وأكثر أنواع مساحيق التجميل شعبيّةً!
ليس هذا بابًا من أبواب المعرفة النافعة. فأوصدْه.
واقرأ، أو شاهد، أو اسمع شخصًا مؤثّرًا يعلّمك كيف تكون مثله.
القراءة كانت سرّ الطريق إلى الحكمة. ولكنّها لم تعد السبيل الوحيد. اليوم، ليس لديك عذر.