الرّكن السادس من أركان الإيمان هو الرّضا بالقَدَر؛ خيره وشرّه. ونحن ننسى أحيانًا الجزء الأخير من الجملة ونظنّ أنّ معنى الرّضا بالقدَر أن نحبّه، أو نسعد به، أو نتطلّع له.
وهذا كلُّه لا يستقيم مع النّفس البشرية في شيء، ويسبّب تناقضًا داخليًا عند أهل الإيمان. وهو مدخلٌ من مداخل الكفر عند من لا يؤمنون. والمفتاح، كما ذكرنا، في الجزء الأخير من الجملة: خيره وشرّه.
أي أنَّ القدَر يحوي الشرّ كما يحوي الخير. ولا يقول عاقل بحبِّ الشّرّ. ولم يطلب منك الله أن تحبّه، وإنّما ترضى به؛ أي لا تسخط عليه. لا تلعن القدَر ولا تتبرّم منه، حين المصيبة، ولا تقول إلا ما يرضي ربّك.
ولنا في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأسوة حين توفّي ابنه بين ذراعيه فقال باكيًا: إنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربّنا وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
أفَتُراه أحبَّ أن يجود ابنُه بنفسه بين ذراعيه؟!
ولكنّه الصّبر والرّضا وعدم التبرّم والسّخط.
القدَرُ خيرٌ وشرّ.
الرّضا بالشّرّ لا يعني طلب حصوله. وليس مطلوبًا من المؤمن حبّ الشرّ. ولله في كلّ شيء حِكمة؛ (إنّا كلَّ شيءٍ خلقناه بقدَر) القمر ٤٩. وليس للعبد أن يُحاسب ربَّه فيما يصنع.
اللهمّ ألهمنا الصبر عند النوازل.