ليس شرطًا أن يعطيَ الكريمُ دون مقابل ليكون كريمًا. ربّما يتقاضى ثمنًا غاليًا مقابل خدماتِه القيّمة، لكنّه دائمًا يعطي أكثر ممّا يأخذ.
وعادةً ما يكونُ الكريمُ غاليَ الثّمَن لأنّ قيمةَ ما يقدّمه كبيرة وأعماله متفرّدة.
هو متفرّد لأنّه يفكّر في مَن يشتري منه وفي مشاعره. يعرف تمامًا أنّ مَن يدفع هذا الثّمن ينتظر الكثير، ويخطّط، منذ البداية، لإبهاره. حتّى لا يظنّ أنّه قد خُدع. بل ويصيبه شعور غريب بأنّ ما دفعه أقلّ بكثير ممّا كان يجب أن يدفع مقابل هذا المنتج البديع.
حين أثق بأنّ صاحب الفكرة كريم، أدفع له وأنا مطمئنّ.