المَقصِد

لا يعيشُ الإنسانُ العاقلُ عبثًا. وإنّما يبحث عن مقصِدٍ يسعَى إليه، ويضحّي من أجله، ولا يُضحّي بِه.

وإذا كان مَقصِده قريبًا ووصل إليه، لا يلبثُ أن يختار مقصِدًا جديدًا. ويُضحّي من أجله. ولا يضحّي بِه.

ولكنّ العَبَثَ أن يختار الإنسانُ العاقل لنفسه، وقد اختار اللهُ له وأخبره، وأرسل رسولًا يدلّه على الطريق المستقيم الذي يوصّل لهذا المقصِد.

قال تعالى: (وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) في إشارةٍ لعِلم الله السابق أنّ الإنسان سيشغله الرّزق عن مقصِده الأصليّ.

وقال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لِمَن كان يرجو الله واليوم الآخر) أي يا أيّها الإنسان ها هو الرسول يدلّك عليه الصلاة والسلام، فاتّبعه تهتدي.

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغُ عنها إلّا هالك.” أي أنّ كُلّ زَيغٍ عن هذا الطريق الواضح هلاك.

فأين جهدنا من هذا المقصد الشريف؟

وأين حياتُنا من حياة النبيّ الكريم عليه الصلاة والسلام، وحياة أصحابه؟

بماذا يتعلّق قلبُنا؟

علام ننام؟ وعلام نصحو؟