لا تتوقّع أن تخبر أحدًا بمعلومة تعلّمتها على مدار سنوات من القراءة والدراسة وأعملتَ عقلك في التحليل والاستنتاج، ثمّ أن يقتنع هو بهذه المعلومة هكذا ببساطة. ثمّ الأدهى من ذلك أن تحكم عليه بالرجعية والدوغمائيّة وقلّة المرونة وعدم تقبّل الآراء المخالفة، أو التخلّف وعدم مواكبة العصر والعلم الجديد.
لقد ظلمته.
من حقّه أن يفكّر في المعلومة ويقارنها بما لديه من علم ومعرفة، ثمّ يختار موضعها من معتقداته. كما فعلت أنت، وكما يفعل كلّ إنسان. إن كنتَ قد خضت تجربة ما أوصلتك لهذا الاستنتاج، فلا تتوقّع أن يؤمن به من لم يخض هذه التجربة. من حقّه أن يجرّب كذلك.
ومحاولة فرض مثل هذه الآراء على من لم يتعرّض لنفس الظروف هي محاولة فيها شيء من الغرور وفيها كثير من الاغترار.
إن أبيت إلّا أن تعلّمه، ابدأ معه الرحلة من البداية. ابدأ من حيثُ هو، لا من حيث أنت الآن. خاطبه على قدر عقله. امشِ معه خطوةً خطوة. شجّعه أن يسأل، وأن يُبديَ اعتراضَه على ما لم يقتنع به. ثمّ، بعد أن تشرح كلّ ما لديك، دعه يقرّر. تمامًا كما قرّرت أنت من قبل.