بين التَّوق والذّكرى

تبدو الأمور أضخم من حقيقتها في البداية. أو ربّما تبدو أصغر من حقيقتها مع مرور الوقت.

يتعرّضُ أحدُنا لما يُنكره مرّة، فيكون إنكاره قويًّا ومباشرًا. ثمّ لا يزال يتعرّضُ له مرّة بعد مرّة، وتقلّ شدّة إنكاره في كلّ مرّة.

يذهبُ المسافرُ في رحلته الأولى، فيطولُ به الطريق وكأنّه لا ينتهي. ثمّ لا يلبثُ أن يعتادَه فيبدو أقصر من المرّةِ الأولى.

يستمتعُ الحُضورُ بالمرّة الأولى التي يشاهدون فيها المسرحيّة، ثمّ يتكرّر عرضها في التلفاز فتكون المتعة أقلّ في كلّ مرّة.

ولا نزال نبحث عن حدّة الشعور الجديد، فنبحث عن الجديد في كلّ شيء، فنملّ من كلّ ما اعتدناه. أو نُطاردُ ذكرى ذلك الشّعور فنصبح سجناء الذكريات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *