نقول كلامًا لا نعنيه. نحاول اختلاق المرح أحيانًا. أو نتلذذ بردّ فعل الآخر أحيانًا. ربّما نسخر من أحدهم لنرى وجهه وهو مغتاظ. وربّما نتّهم أحدهم بتهمة ما لنرى خجله إن لم يملك دفاعًا عن نفسه.
نُهمل —في كلّ ذلك— أنّ الآخر لا يعرف سوى الكلمة التي سمعها.
ربّما جرحته هذه الكلمة. ولا يعنيه إن كنّا نعنيها أم لا. هي جارحة في الحالَين.
فما مقصد كلامنا؟
وما الباعث عليه؟
وما أثره على النّاس؟
كيف لا نفكّر فيما نقول، ونحسب له ألف حساب، وقد عرفنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: وهل يكبّ النّاس على وجوههم في النّار إلّا حصائد ألسنتهم؟