أظنّ أنّ أهم ما يجري في مصر حاليًا هو تجربة نظام التعليم الجديد تحت رعاية د. طارق شوقي. وقد أتت هذه التجربة بعد انهيار المنظومة التعليمية في مصر والتي أصبحت مجرّد “سبوبة” على مختلف المستويات.
ففي المدارس الشعبية تكمن “السبوبة” في الدروس الخصوصية التي تعمّمّ بشكل إجباري على جميع الطلاب تقريبًا في كلّ المواد؛ فنجد طالبًا في السنة الدراسية الأولى، وربما في مرحلة سابقة أيضًا، يذهب للدروس الخصوصية. بأي شيء يمكن أن نفسر ذلك؟
وفي أرقى المدارس وأغلاها (المدارس الدولية International) تكون “السبوبة” أكبر. فالطالب في مرحلة الحضانة يدفع سنويا عشرات الآلاف من الجنيهات، ولا تكتفي المدرسة -المحترمة- بهذا، بل تطلب من أولياء الأمور مبالغ إضافية للباص، والزي المدرسي، والتبرع الإجباري! ناهيك عن مستلزمات الحمّام من مناديل ورقية وخلافه، وكذلك الأقلام والكتب وجميع الأدوات المكتبية. لم يبقَ سوى أن يطلبوا من الأهالي أن يدفعوا إيجار الكرسي الذي يجلس عليه الطفل في المدرسة!
كلّي أمَل أنّ النظام الجديد سيكون خطوة راسخة على طريق التغيير للأفضل، فعلى أيّ حال، أي شيء غير الوضع الحالي سيكون أفضل.